غايتي الحفاظ على إرث الفخار الأحسائي
غايتي الحفاظ على إرث الفخار الأحسائي
عُلا الراشد، رسامة شغوفة بالفن ومدربة في مجال الحرف، أنتجت ما يزيد على 150 قطعة حرفية لجهات مختلفة داخل المملكة. عن بدايتها تقول: "بدأت المجال حين التحقت كمتدربة في بيت الحرفيين في سوق الحرفيين التابع لهيئة التراث، تحت إدارة وتشغيل مؤسسة عبد المنعم الراشد الإنسانية، حيث كانت البداية من الصفر، ومن الصدف الجميلة التي رسمت طريقي وأنجزت بفضل توفيق الله".
بدأت قصتي عندما كنت متدربة، حيث انضممت إلى التدريب دون أن أملك الخبرة أو المهارة الكافية. خضعت لتدريب مكثف على الحرفة نظرياً لمدة شهرين، ثم وجدت نفسي في مواجهة الحرفة يدوياً، وكان مطلوبًا مني إنجاز قطع متعددة. كانت البداية صعبة، والأخطاء كثيرة، لكن الطموح ساعدني على تخطي الصعوبات، وحولت الاستفهامات إلى إنجازات، والخوف إلى مضاعفة الجهد لتطوير مهاراتي. اعتمدت على تطوير نفسي وتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها، وأضفت لمساتي كفنانة ورسامة لأضع بصمتي الخاصة في هذه الحرفة وأخرج بمنتج يوازي طموحي في النجاح، لتمثيل المملكة في حرفة نعتز بها ونسعى للحفاظ عليها. وأن أمثل في ذلك منطقتي الأحساء خاصةً، في "الفخار"، الذي أسعى إلى تطويره مع المحافظة على المادة الخام الأساسية.
تكمل عُلا حديثها: "كان لوجود الداعمين لي من الأهل والمقربين دور كبير في تحقيق التميز والنجاح. الحمد لله، اليوم أمتلك ورشة صغيرة، وأطمح إلى توسيعها لتكون مساحة للإنتاج والإبداع، من خلال منتجات تحمل بصمتي الخاصة وهوية مدينتي التي أنتمي إليها، "الهوية الأحسائية". كما شاركت في الظهور الإعلامي من خلال مقابلات ولقاءات في جهات إعلامية مختلفة، مثل قناة العربية، ومجلة الأحساء، وجريدة الوطن".
تختتم عُلا حديثها بنصيحة للشباب والفتيات، قائلة: "ابحثوا عن شغفكم الخاص واعملوا على تعزيز مهاراتكم نحو الإبداع والنجاح". وتؤكد أنها ستكون اليد التي تحافظ على الإرث الأحسائي في "الفخار"، مع السعي إلى مواكبة التطور.
عُلا الراشد واحدة من مئات الفتيات اللاتي تركن بصمتهن ولم يكتفين بالتدريب فقط، بل عملن على تطوير مهاراتهن ليصبحن سفراء النجاح في المؤسسة، ومجتمعهن، والوطن.
تولي المملكة العربية السعودية الحرف اليدوية اهتمامًا بالغًا، حيث أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تسمية عام 2025 بـ "عام الحرف اليدوية" للاحتفاء بقيمتها الفريدة في الثقافة السعودية منذ زمنٍ طويل، وإبراز ما يميزها من صناعاتٍ إبداعية , من إبداعات الحرفيين السعوديين على الصعيد الدولي وصولاً إلى العالمية.
