قدمت استقالتي من أجلها:
عبدالصمد السلطان فنان حرفي، يعمل في وظيفة لا تكاد تغطي مصاريف حياته الأساسية، كان يؤمن بحرفته التي بدأها بدافع الفضول، وقبل أن يتعرف على أساسياتها، يقول: حين سمعت عن برنامج أكاديمية الحرفيين التحقت به، ولم أكن أعلم وقتها أن المستقبل أمامي سيبدأ من تلك اللحظة، وأن أعمالي ستتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى مناطق بعيدة ويكون لي عملاء من دول مختلفة.
التحق السلطان في برنامج الخشب، ولكن قبيل التحاقه قدم استقالته من عمله وتلك كانت خطوة جريئة منه، خاصة أنه كان بحاجة للوظيفة، ومصاريف الحياة والتزاماتها التي لم تكن الوظيفة وقتها توفي جزءاً منها.
لكنه كان ينظر للمستقبل بعين الإيمان والثقة لا الخائف القلق، وفرق بين الخوف والثقة.
ضحى السلطان بوظيفته في وقت كان هناك من يبحث عن الوظيفة التي تضمن مستقبله، والتحق ببرنامج كان يمنحه مكافئة تقدر بنصف الراتب الذي يتقاضاه وأبحر في مسار الخشب نظرياُ وتطبيقياً.
عزز التدريب من هوايته، وأضافت إليه الحس الإبداعي، كما تعلم كيف يسوق لحرفته ويعرف اسمه وتكبر دائرة عملائه ويكون اسماً له في عالم الأعمال.
حين سألته عن أبرز درس تعلمه خلال تجربته في أكاديمية الحرفيين أجاب: أن التسويق أولها، فضلا عن القدرة على استلهام الوحدات الزخرفية وتطبيقها في أعماله من خلال منتجات تراثية أحسائية تعبر عن الأرض التي ينتمي إليها.
وعن نظرة العملاء لأعماله يقول: إن اعمالي لقت القبول ولله الحمد. فأسعاري منطقية ولفت انتباهي قوله: أني أقيم المنتج عاطفياً بعد أن أحسب تكاليف العمل والوقت.
يتمنى عبد الصمد السلطان أن تصل حرفته إلى أبعد ما يمكن الوصول إليه، فلا نهاية للطموح. ولا غاية سوى النجاح وأن تجد منتجاته القبول والرضا من عملائه. فنجاح اسم عبدالصمد السلطان هو نجاح هذه الحرفة التي أقوم بها بيدي. وحرفة باليد أمان من الفقر، بإذن الله تعالى.